Jumat, 20 Januari 2012

الرقية الشرعية معالجات نفسية يقرها الطب الحديث

الرقية الشرعية

معالجات نفسية يقرها الطب الحديث
ملخص البحث
الرقية الشرعية هي مجموعة من الآيات والأدعية والأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يقرؤها المسلم على نفسه أو ولده أو أهله ، إما للتحصن والحفظ من أعين الإنس والجن والمس الشيطاني والسحر والمرض النفسي ، وإما للعلاج والشفاء ممن وقع له أحد من هذه الأمراض وغيرها من الأمراض العضوية .
ثبت بالتجربة المقارنة أن الاستماع إلى تلاوة القرآن ينتج عنه ‏تغيرات في عدد من الوظائف الحيوية في الجسم البشري؛ والتي يمكن ‏قياسها ورصدها إلكترونيا. وهذه التغيرات الفيزيولوجية تصاحب في ‏العادة عمليات الشفاء.
 كما ثبت أيضا أن الجسم البشري يفرز تلقائياً مادة تسمى «المورفين» التي تساعد على الشفاء الذاتي  لكنه أحياناً يكون بطيئا في إفراز هذه المادة وفي هذه الحالة يكون في حاجة إلى مساعدة خارجية لحث صيدلية الجسم على العمل بكفاءة أكثر.و تعتبر الرقية الشرعية من أفضل الطرق المؤدية إلى ذلك ..

وبما أن  الرقية الشرعية تعد من أفضل الطرق المؤدية إلى الراحة النفسية ، والطمأنينة القلبية لذلك فإنها تعتبر من أنجح العلاجات لأمراض العصر كالهم والحزن والقلق . لأن الأفكار المهدئة تبطئ من إنتاج هرمونات التوتر الضارة.
وتأكيداً لهذه الحقيقة فقد أثبتت عدة دراسات علمية معاصرة في عدد من دول الغرب – لا يتسع المجال لذكرها – ما علماؤنا الأقدمون بأن استقرار الحالة النفسية وقوة الإيمان عند الإنسان تساعده كثيراً في الانتصار ليس على الأمراض النفسية والشعور بالسعادة والبهجة فحسب ، بل حتى على حالات المرض العضوي ؛ ولهذا ما أحوجنا نحن المسلمين إلى تقوية الجانب الإيماني لنعيش بأمن وأمان نفسي ، وسعادة واطمئنان قلبي .. (٭)
مقدمة
تعد  الرقية الشرعية من أفضل الطرق المؤدية إلى الراحة النفسية ، والطمأنينة القلبية لذلك فإنها تعتبر من أنجح العلاجات لأمراض العصر كالهم والحزن والقلق . لأن الأفكار المهدئة تبطئ من إنتاج هرمونات التوتر الضارة بالجسم.
وتأكيداً لهذه الحقيقة فقد أثبتت عدة دراسات علمية معاصرة في عدد من دول الغرب – لا يتسع المجال لذكرها – ما أثبته علماؤنا الأقدمون بأن استقرار الحالة النفسية وقوة الإيمان عند الإنسان تساعده كثيراً في الانتصار ليس على الأمراض النفسية والشعور بالسعادة والبهجة فحسب ، بل حتى على حالات المرض العضوي.
إن التداوي بالقرآن أمر ثابت في الشريعة , لا يمكن إنكاره ؛ لأنه أصبح معلوماً من الدين بالضرورة , فمن أنكر معلوماً من القرآن فقد خرج من ملة الإسلام والعياذ بالله. والقرآن أعظم دواء، قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( خير الدواء القرآن ) . وقد ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم البشرى لمن تمسك بهذا القرآن وعمل بمقتضاه بأنه لن يهلك ولن يضل  أبدا . فقد قال عليه الصلاة والسلام ( أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله , وطرفه الآخر بأيديكم فتمسكوا به , ولن تهلكوا  , ولن تضلوا بعده أبدا )
قال الإمام ابن القيم : القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية , وأدواء الدنيا والآخرة , وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به فإذا أحسن العليل التداوي به , ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام , واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدا وكيف تُقاوم الأدواء كلام ربِّ الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرضٍ من أمراض القلوب والأبدان إِلا وفي القرآن سبيل الدلالة على علاجه، وسببه، والحماية منه لمن رزقه الله فهماً لكتابه. فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله , ومن لم يكفه فلا كفاه الله.(1)
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً". )ح 5678 ك الطب(  وفي رواية الترمذي وأحمد: "إن الله لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاءً، علمه من علمه وجهله من جهله".  (2)
يحقق القرآن الكريم التوزان والتناغم مع الكون الأوسع ليس فى الدنيا فقط وإنما فى الدنيا والآخرة . ويعطينا طمأنينة وراحة على مستويات متعددة نذكر منها :-

1- المستوى الأول : الطمأنينة لمجرد سماعه حتى دون فهم وتدبر , فالتراكيب اللفظية والإيقاعات الصوتية المعجزة تجعلنا فى حالة هدوء واسترخاء .
 2- المستوى الثاني : الإحساس بوجود الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ذلك الإحساس الذي يجعلنا نشعر أننا لسنا وحدنا فى هذه الحياة وأن هناك قوة عظيمة وهائلة تساندنا وتحمينا وترعانا , وأن حياتنا البسيطة المحدودة ليست نهاية الكون وإنما هناك امتدادات وآفاق هائلة فى المكان والزمان , وبهذا ننتقل من ضيق الأفق البشرى إلى اتساع ولا نهائية ملك الإله الأعظم وقدرته . وفى هذا تخفيف لحدة الكرب الذي نحياه بسبب ضغوط الحياة المختلفة واضطراب توافقنا مع الناس والأشياء .
3- المستوى الثالث : التنظيم النفسي الفردي الذي يحقق التوازن بين كافة الاحتياجات والرغبات والدوافع فلا تطغى حاجة على أخرى ولا تلغى رغبة قيمة ولا ينفرد دافع متضخم بتحريك الشخصية لحسابه . ذلك التوازن النفسي الداخلي يتحقق بتبني المفاهيم القرآنية الصحيحة على المستوى الداخلي (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً) الإسراء : 82 .
4- المستوى الرابع : التنظيم الجماعي على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية , ذلك التنظيم الذي يحقق الشورى والعدل والتكافل الاجتماعي فيخفض بذلك من نزعات الغضب والقلق والحقد والكراهية , أي يحقق الطمأنينة الجماعية .
5- المستوى الخامس : التناغم الكوني , فالإنسان على مستواه الفردي والجماعي هو جزء من كون واسع خلقه الله وسيره على ناموس دقيق , فإذا استوعب الإنسان القرآن وسار على منهجه الصحيح فإنه يتناغم فى حركته مع الكون الأوسع .
6- المستوى السادس : السعي نحو الله وهو قمة الطمأنينة .
يقول الله تعالى« يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي فى عبادي وادخلي جنتى »سورة الفجر(27-30)
ولأن النفس البشرية مفطورة على الشوق إلى لقاء الله خالقها ومبدعها لذلك فكلما اتجهت إليه شعرت بالأمان والطمأنينة وكلما ابتعدت عنه (نتيجة تشوه الفطرة) شعرت بالضيق والقلق والخوف  .
وهذه المستويات من الطمأنينة ليست عامة لكل الناس , فالقرآن يؤثر فى النفوس وفى الجماعات حسب استقبالها له « وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً " . سورة الإسراء(82)
وفى سورة فصلت بيان لاختلاف تأثير القرآن باختلاف المتلقي وطريقة تلقيه « قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء والذين لا يؤمنون فى آذانهم وقرُُ وهو عليهم عمىً » فصلت 44 .
وفى سورة الإسراء يقول تعالى " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً * وجعلنا على قلوبهم أكنه أن يفقهوه وفى آذانهم مرقداً . وإذا ذكرت ربك فى القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفوراً الإسراء( 46,45  . (
إذن فالقرآن يصبح شفاء لمن يؤمن به ولمن يفقهه ولمن يعمل به , ومن هنا فمن لا يؤمن به لا يستفيد منه بل هو يزداد خسارة عند سماعه لأنه ينفر منه ويصبح ذلك حجة عليه , ومن لا يفقه القرآن ولا يعمل به ستتوقف استفادته عند الحدود الدنيا .
والمريض النفسي الذي يعانى من الفصام أو الاكتئاب أو أي مرض نفسي أخر يكون لديه اضطراب فى كيمياء المخ ربما يؤدى إلى خلل فى استقباله للقرآن فكأنه لا يسمعه أو يسمعه ولا يفهمه , أو يفهمه بشكل مرضى متأثراً بوساوسه القهرية أو ضلالاته أو هلاوسه المرضية , ولذلك نجد بعض المرضى النفسيين يتألمون أو ينفرون أو يعرضون حين يسمعون القرآن , وهم ليسوا مؤاخذين على ذلك لأنهم فى أوضاع غير سوية تؤثر فى إدراكهم واستقبالهم فالمريض الاكتئابي مثلاً قد ينفر من أعز أبنائه ويضيق بالأشياء التي كان يعشقها ولذلك حين نرى ضيقه بسماع القرآن أو قراءته لا نحكم عليه بكراهية القرآن أو النفور منه لأنه يعيش ظروفاً استثنائية ترفع عنه الحرج فى الكثير من الأشياء . والمريض الذهاني لا يفهم ما يسمع أو يفهم بطريقة مشوهه نتيجة اضطراب إدراكه وتفكيره .
 والمعالجون بالقرآن لا يراعون هذه الخصوصيات وهذه الفروق فى العملية الإدراكية وفى عمليات الاستقبال للقرآن فهم يفرضونه قهراً على كل المرضى الذين يقصدونهم دون مراعاة لظروفهم النفسية وحالاتهم الوجدانية واستعداداتهم للتلقي فضلاً عن الفهم والعمل(3)
تنقسم الرقى بحسب الغاية التي وضعت من أجلها إلى رقى عامة ورقى خاصة.
الرقية العامة
وهي الرقى التي لم يرد لها مناسبة خاصة ويمكن أن تشرك كمعالجة روحية (نفسية) في كل الأمراض إلى جانب الأدوية المتوفرة سواء أكانت ناجعة أم لا، وهي إما أن تكون قرآناً أو دعاء أو ذكرا ورد فيه نص صح نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فالرقى يمكن أن تكون بأي آية من القرآن العظيم، وتصلح لأن تكون معالجة روحية أو نفسية لأمراض الجسد والقلب....الرقى شفاء للقلوب والعقول من أمراض الكفر والجهل وشفاء للنفوس من انحرافاتها ومخاوفها كما هو دواء وعلاج نفسي لأمراض البدن.
الرقية الخاصة
- رقية اللديغ من كل ذي حمة
( أي من لدغ ذوات السموم كالحية والعقرب وغيرها )
عن أنس رضي الله عنه قال: ( رخص رسول الله e في الرقى من العين والحملة والنملة ) رواه مسلم .
وعن علي رضي الله عنه قال: لدغت النبي eعقرب وهو يصلي فلما فرغ قال: ( لعن الله العقرب لا تدع مصلياً ولا غيره. ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح عليها ويقرأ: قل يا أيها الكافرون وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ) رواه الطبراني في الجامع الصغير، وقال الهيثمي: إسناده حسن .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( رخص رسول الله eفي الرقية من الحية والعقرب ) رواه ابن ماجة ورجاله ثفات
قال الدكتور النسيمي : ( عندما لا يعرف للمرض الجسمي دواء شاف، كثيراً ما تنضم إلى أعراض المرض الجسدي مضاعفات نفسية تزيد من شكاية المريض ، فالمعالجة الروحية هنا ضرورية جداً حيث تتحقق فائدة الرقية وبالنسبة للديغ لم يكن المصل المضاد للسموم مكتشفاً في ذلك الزمن، وقد رخص رسول الله eفي الرقية من حوادث اللدغات ) .
وعن إشراك الرقية مع الأدوية المادية يقول النسيمي: (والغاية من الرقية حينئذ هي بعث الأمل والطمأنينة في المريض وتحريك إيمانه واتكاله على الله تعالى في نجاح الدواء المادي فتقوى معنوياته ويزداد أمله في بلوغ العافية وخاصة عندما يرقيه من يعتقد بصلاحه ولقد كان رسول الله eقدوة للمؤمنين في الجمع بين الدواء المادي والروحي).
ولقد جمع رسول الله في سلوكه العملي في كل حياته، وفي مرض وفاته بين الأدوية المادية التي كان ينصحه بها الأطباء كما تروي السيدة عائشة (أن رسول الله eكثرت أسقامه وكان يقوم عليه أطباء العرب والعجم)  رواه الحاكم في المستدرك بإسناد صحيح، وقال الذهبي: صحيح على شرط الشيخين.]
وبين رقية نفسه بالمعوذات، والاستعانة بالله عز وجل خالق المرض وخالق الشفاء. فعن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي eكان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات) رواه البخاري.
قال ابن القيم: (واعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله، وتمنع من وقوعه ,إذا وقع لم يقع وقوعاً مضراً وإن كان مؤذياً) فقد ورد عن أبي هريرة أنه قال: جاء رجل إلى النبي eفقال: (يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة!فقال أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك) رواه مسلم.
- الرقية من العين :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي eقال: ( العين حق ) رواه البخاري ومسلم.
وعن أم سلمة أن النبي eرأى في بيتها جارية في وجهها سعفة فقال: ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) رواه البخاري ومسلم السعفة سواد في الوجه وقيل حمرة يعلوها سواد و إن بها النظرة  أي أصيبت بالعين .
وعن أسماء بنت عميس قالت : يا رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين أفأسترقي لهم ؟ قال : ( نعم ، فلو كان شيء يسبق القضاء لسبقته العين ) رواه الترمذي وأحمد وابن ماجه بسند جيد الأرناءوط
 قال ابن حجر: ( العين نظر استحسان مشوب بالحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر أما كيف تعمل العين من بعد حتى يحصل الضرر للمعيون ؟ قد يكون ذلك من سم يصل من عين العائن إلى بدن المعيون. وقد نقل بعض من كان معياناً قوله: إذا رأيت شيئاً يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني وإن الذي يتمشى مع عقيدة أهل السنة وأن العين إنما تضر عند نظر العائم بعادة أجراها الله تعالى أن يحدث الضرر عند مقابلة شخص آخر. ثم هل هناك جواهر خفية أم لا؟ هو أمر محتمل لا يقطع بإثباته أو نفيه ) .
وقال ابن القيم: ( ولا يمكن للعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام فإنه أمر مشاهد محسوس فأنت ترى الوجه كيف يحمر حمرة شديدة إذا نظر إليه من يحتشمه ويستحي منه، ويصفر صفرة شديدة عند نظر من يخافه إليه وقد شاهد الناس من يسقم من النظر وتضعف قواه فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بيناً ولهذا أمر الله سبحانه رسوله أن يستعيذ من شره ) .
وقال النسيمي: (إن المعالجة النفسية لمن يبالغ في اعتقاده بالسحر أو بالإصابة بالعين يقرها العلمانيون من علماء النفس كما يقرها العلماء المسلمون على أننا نعتقد استناداً إلى ما روينا من نصوص صحيحة بوجود أذى حقيقي لبعض أنواع السحر والإصابة بالعين) وما الرقى والتعاويذ والأدعية التي علمنا إياها رسول الله eإلا ضرب من المعالجات النفسية، والتي تفيد المعيون وتصلح لوقاية الصحيح من الإصابة بالعين .
- الرقية الخاصة بالألم :
عن عثمان بن أبي العاص أنه شكى إلى رسول الله eوجعاً يجده في جسده منذ أسلم فقال له: ( ضع يدك على الذي يتألم من جسدك وقل: باسم الله ثلاث مرات، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) رواه مسلم... وفي رواية الموطأ: ( أعوذ بعزة الله وقدرته ) قال: فقلت ذلك فأذهب الله ما ني .
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي eكان يعود بعض أهله، يمسح بيده اليمنى يقول: ( اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً ) رواه البخاري ومسلم .
قال ابن القيم: ( ففي هذا العلاج من ذكر اسم الله والتفويض إليه والاستعاذة بعزة الله وقدرته من شر الألم يذهب  وتكراره ليكون أنجع وأبلغ، وفي السبع خاصية لا توجد في غيرها ) .
وهكذا ، ففي الممارسة الطبية اليومية ، فإن الطبيب لا يألوا جهداً في تسكين الألم عند مريضه ريثما يتم فعل الدواء المعطى لشفائه من مرضه الذي يسبب له الألم. ومن الآلام ما يكون مجرد عصابات نفسية ناتجة عن الإرهاق والقلق ، أو من تخوف المريض من دائه الذي يعاني منه، وفي كل هذه الحالات فإن العلاجات النفسية ومنها الرقى، ناجعة بالشفاء منها .
- الرقية الخاصة بالأرق والمخاوف الليلية :
إن المجال الأكبر الذي وردت فيه الرقى النبوية الكريمة إنما كان في معالجة الحالات والأمراض النفسية المختلفة كالأوهام والقلق والخوف من الأمراض والإصابة بالعين أو السحر وغيرها، وما ينجم عن ذلك أحياناً من كوابيس أو أحلام مزعجة وأرق، وقد علمنا رسول الله eدعاء يجعلنا في طمأنينة نفسية بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى حين قال: ( وإذا فزع أحدكم من النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده. ومن همزات الشياطين وأن يحضرون. فكان عمرو بن العاص يلقنها من بلغ من ولده. ومن لم يبلغ منهم، كتبها في صك ثم علقها في عنقه ) . رواه الترمذي وحسنه .
ويذكر الأطباء اليوم أن الأرق ينجم عن انشغال الذهن بهموم الأعمال اليومية وانفعالاتها أو عن مخاوف حياتية مختلفة، أو أنه يرافق بعض الشواشات العصبية وإن تحويل الذهن عما يشغل ساحته من التفكير بالمكدرات إلى التفكير بعظمة الخالق والاستعانة والاستجارة به، إن ذلك يكسب المصاب اطمئناناً وهدوءاً نفسياً يساعده على النوم ودفع الأرق. (من مقال -الطب الروحاني في الإسلام- بقلم الدكتور محمد نزار الدقر- موقع موسوعة الإعجاز العلمي فى القرآن والسنة ) .
إن العلاج بالإيحاء وتطييب نفس المريض له أصل أصيل في طب النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي هَدْيه صلى الله عليه وسلم علاج المرضى بتطييب نفوسهم وتقوية قلوبهم حديث أبى سعيد الخُدرىّ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " : إذا دَخَلْتُم على المَرِيضِ، فَنَفِّسوا لَهُ في الأجَلِ، فإنَّ ذَلِكَ لا يَرُدُّ شيئاً، وَهُوَ يُطَيِّبُ نَفْسَ المريضِ " . [ الترمذي (2087) ، وابن ماجه (1438(
وفي شرح سنن ابن ماجه قال : ( فنفسوا له ) التنفيس التفريج أي فرجوا له وأذهبوا كربه فيما يتعلق بأجله بأن تدعوا له بطول العمر وذهاب المرض ، وأن تقولوا : لا بأس طهور .. ، ولا تخف سيشفيك الله .. ، وليس مرضك صعبا .. وما أشبه ذلك .. فإنه وإن لم يرد شيئا من الموت المقدر ولا يطول عمره لكن يطيب نفسه ويفرجه ويصير ذلك سببا لانتعاش طبيعته وتقويتها فيضعف المرض .انتهى
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : وقوله ( نفسوا ) أي أطمعوه في الحياة ففي ذلك تنفيس لما هو فيه من الكرب وطمأنينة لقلبه .. قال النووي : هو معنى قوله في حديث ابن عباس للأعرابي " لا بَأْس، طَهُورٌ إنْ شَاءَ الله ".. انتهى  .
وفي هذا الحديث نوعٌ شريفٌ جداً من أشرف أنواع العلاج، وهو الإرشاد إلى ما يُطيِّبُ نفسَ العليل من الكلام الذي تقوى به الطبيعة، وتنتعشُ به القُوَّة، وينبعِثُ به الحارُّ الغريزي ، فيساعدُ على دفع العِلَّة أو تخفيفها الذي هو غايةُ تأثير الطبيب وتفريح نفس المريض، وتطييبُ قلبه، وإدخالُ ما يسُرُّه عليه، له تأثيرٌ عجيب في شفاء عِلَّته وخِفَّتها، فإنَّ الأرواح والقُوَى تقوى بذلك، فتُسَاعِدُ الطبيعة على دفع المؤذى، وقد شاهد الناس كثيراً من المرضى تنتعِشُ قواه بعيادة مَن يُحبونه، ويُعظِّمونه، ورؤيتهم لهم، ولُطفهم بهم، ومكالمتهم إياهم، وهذا أحدُ فوائد عيادة المرضى التي تتعلق بهم، فإنَّ فيها أربعة أنواع من الفوائد: نوعٌ يرجع إلى المريض، ونوعٌ يعود على العائد، ونوعٌ يعود على أهل المريض، ونوعٌ يعود على العامة.
وثبت أن المعصوم صلى الله عليه وسلم كان يسأل المريض عن شكواه، وكيف يجده ويسأله عما يشتهيه، ويضع يده على جَبْهته، وربما وضعها بين ثديَيْه، ويدعو له، ويصف له ما ينفعه في عِلَّته، وربما توضَّأ وصَبَّ على المريضِ من وَضوئه، وربما كان يقولُ للمريض  " لا بَأْس، طَهُورٌ إنْ شَاءَ الله " الطب النبوي (ص92،93 (و زاد المعاد (4/116-117) لابن القيم رحمه الله.(4)
إن فهم العلاقات المتبادلة والراسخة بين الجسم والنفس يجعلنا ندرك أهمية العلاج النفسي أو ما يسمى بالطب الروحاني. والطب النفسي البدني هو الذي يبحث في العلاقات المتبادلة بين الجسم والنفس وفي تطبيق (الانفعالات) وغيرها من العوامل النفسية على مشاكل المرضى . وإن الدوافع الابتدائية يمكن أن تتظاهر بالتساوي في العقل وفي الأعضاء ، كما يمكن للقلق أن يصيب الأعضاء بآليات مختلفة.... وهكذا فان التأثرات  بين العضوية والنفس من الأمور البديهية .
فالانفعال والنشاط الروحي وحتى درجة الذكاء يمكن أن تتبدل في سياق الأمراض العضوية المختلفة، يدل على ذلك ما نشاهده من همود وكآبة عند المصابين بعلل معدية ـ معوية أو تناسلية ـ بولية، وكذا الهذيان عند المصابين بالحمى الشديدة .
وعلى العكس فالحالة النفسية تؤثر في العضوية من غير شك، فالانفعال قد يؤدي إلى البوالة أو الإسهال أو توقف الهضم، وحتى أنه يطفيء عند بعض الناس إمعان الفكر في بعض الأمور حتى تحدث عندهم حركات تدل على مجرى الحركة النفسية عندهم.
وكثيراً ما يتبدل المشهد بتأثير الانفعال النفسي ؛ومن هنا شاعت طريقة المعالجة النفسية على الإقناع لشفاء كثير من العلل الوظيفية والعصبية.
وقد تبين أن للعوامل النفسية أثر عظيم في إحداث العلل العصبية الوظيفية وفي الشفاء منها أيضاً، وفي طليعة هذه العوامل (الانفعال) وما يحدث من أثر سيء في سير الوظائف الفسيولوجية في أنحاء البدن كافة والذي يفضي أحياناً إلى اضطراب في أحد أجهزة البدن قد يستمر ويكون باعثاً حقيقياً لإحداث علة عضوية ثابتة (قرحة التوتر الشرياني).
فالقلق مثلاً قادر على الإخلال بالوظائف الفسيولوجية وعلى إحداث أعراض بدنية ـ نفسية، إذ يمكن للقلق الحاد أن ينبه مثلاُ الجملة العصبية الودية ( ( sympathic nervesمؤدياً إلى تشنج البواب أو الفؤاد أو المعي، كما يمكن أن يحدث  زيادة في الحموضة المعدية أو إسهالاً أو إمساكاً أو خفقان في القلب أو خوارج انقباض أو ضيقاًُ تنفسياً أو تعرقاً في الوجه واليدين.
ويقصد بالمعالجة الروحية أو النفسانية طمأنة المريض ورفع معنوياته والإيحاء إليه بأن مرضه سيسير عاجلاً نحو الشفاء.
 وقد أكد الدكتور عبد العزيز القوصي فى كتابه " أسس الصحة النفسية " . ( أن أثر الإيحاء في الحالات الجسمية أمر معلوم ، ففكرة الصحة أو المرض يمكن أن تؤدي إلى الصحة أو المرض. ويرجع قسط كبير من نجاح العلاج الدوائي إلى ما يصاحبه من إيحاء بالشفاء .وإذا توفر الاعتقاد ـ أمكن الوصول إلى الشفاء دون أخذ الدواء )
وقد أثبت الأطباء أن للإيحاء فوائد علاجية في كل من الأمراض العضوية والوظيفية والنفسية . ففي الأمراض العضوية يفيد الإيحاء في عزل العنصر النفسي الذي يزيد في المظاهر المرضية ويشوش على الطبيب الصفحة السريرية ما قد يضلله في التشخيص . كما ثبت أن الإيحاء قد يشفي أمراضاً عضوية بحتة كما هو معروف عند أطباء الجلد من شفاء الثآليل بالإيحاء .
أما في الاضطرابات الوظيفية فإن فائدة الإيحاء تكون أقوى، ومن أمثلتها معالجة بعض أنواع الخفقان والصداع وسوء الهضم والإمساك وفي معالجة أقياء الحمل المعندة ( كما هو ثابت عند الأطباء المولدين ) .
 يقول الدكتور شوكت القنواتي : ( ومما تجدر الإشارة إليه العلاقة الوثيقة بين الجهازين الودي والعصبي الدماغي مما يعلل دور الإيحاء في شفاء أقياء الحمل المعندة والخطرة . وتقوم المعالجة النفسية بالإيحاء على عزل المريضة تماماً ثم بالتظاهر مثلاًُ بوجود انحراف في الرحم سيعمد المولد إلى رده أو إقناعها بأن لدى المولد طريقة لا تخيب سيطبقها لها، وكثيراً ما تكفي المعالجة النفسية هذه في شفاء تلك الأقياء ) .
أما فائدة الإيحاء في الأمراض النفسية فهي أعظم وأجل، إذ يعتبر في عداد أدويتها القيمة والناجعة وخاصة تلك الحالات الناجمة عن القلق. وحديثا يعتبر التحليل النفسي من العلاجات المهمة للآفات النفسية.
 وفي هذا المجال يقول الدكتور النسيمي: ( وإن المعالجة الروحية في الطب الإسلامي إنما تعتمد على القرآن والأدعية المأثورة. وتشترك الرقى مع الإيحاء ببعض الشروط والظروف، ويعتبرها المسلمون استغاثة بالله تبارك وتعالى واستمدادا للعون منه ) .
إن فعل الرقى كعلاج يختلف بحسب درجات الإيمان واليقين وصفاء النفس وخاصة عند الراقي،  وحسب درجة الالتجاء والتذلل والرجاء من الله تعالى حين الرقية، وعلى حسب اعتقاد المرقي بالرقية وثقته بأهلية الراقي وإخلاصه هذا.
ويعلل الدكتور النسيمي النتائج الحسنة للرقى الإسلامية بأحد أمرين: الإيحاء والمعونة الإلهية، أو بكلا الأمرين معاً.
1ـ الإيحاء :
وبه ترتفع معنويات المريض وتخف الأعراض ويشعر بالتحسن أو يشفى، و يقر الطب الحديث أثر الإيحاء في الشفاء بدون شك .
 يقول ابن القيم: ( وقد جعل الله سبحانه لكل داء دواء ولكل شيء ضداً، ونفس الراقي تفعل في نفس المرقي فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال، كما يقع بين الداء والدواء فتقوى نفس المرقي وقوته بالرقية على ذلك الداء فيدفعه بإذن الله ... وكلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى كانت الرقية أتم )
2ـ المعونة الإلهية :
يعتقد المسلمون بمعونة الله القادر على كل شيء والتي يقدمها سبحانه استجابة لدعوة المضطر، الصادرة من أعماق نفسه، أو معونة لعبده الصالح الذي رجاه، يقول تعالى: ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) .
 وبقدر ما يكون الراقي كامل الإيمان، قوي العزيمة، صادق اللجوء  إلى الله، بقدر ما تكون رقيته ناجعة بإذن الله. ولقد نقل ابن حجر عن الإمام ابن القيم قوله: ( الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى هي الطب الروحاني، إذا كانت على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى ) .
ويعتقد المسلمون أن الرقية قد تنفع وحدها بدون دواء مادي، وذلك لعدم تيسر الدواء المادي أو فقدانه أو فشله. وإن يقين الراقي بالله تعالى وصدق رجائه منه حين الرقية، وثقة المرقي بالله ثم بالراقي يزيد من إمكانية الشفاء. ويستحسن تكرار الرقية لعدة أيام .
هذا وإن شفاء اللدغ بالرقية لأكبر دليل على وجود أمر زائد عن الإيحاء وحده، لأن الإيحاء لا يكفي في شفائها فهو يزيل المخاوف والقلق حول نتائج اللدغة .
ويرى د.النسيمي أن من أسباب فشل المعالجة بالرقى، حين فشلها، أن يقصد المريض إهمال الدواء المادي، المتيسر له، والمعروف فائدته لمرضه. ففي ذلك الفشل تأديب من الله تعالى للمهمل. ولأنه في إهماله هذا ترك للأخذ بالأسباب، وكأنه بذلك يعترض على الحكمة الإلهية في خلق الأدوية المادية التي هي سبب الشفاء، فتودي به القدرة الإلهية إلى خيبة رقيته . وما أجاز الإسلام الرقي، بحال من الأحوال، لتحل محل الدواء المادي كما ثبت من فعل رسول الله e وسلوكه في صحته ومرضه، ولكن لتكون تذكيراً بالله ودعماً نفسياً لروحه لبلوغ أفضل النتائج العلاجية.
ولقد تكلم علماء المسلمين منذ القديم على أهمية الأدوية الروحية الداعمة للأدوية المادية فقال ابن القيم: (نبه الإسلام المريض على أدوية روحانية يضمها إلى الأدوية المادية المتوفرة، وتشمل اعتماد القلب على الله والتوكل عليه والالتجاء إليه والتذلل والصدقة والدعاء والاستغفار والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف. وهذا جاء على قانون الحكمة الإلهية وليس خارجاً عنها ولكن الأسباب متنوعة فإن القلب متى اتصل برب العالمين، وخالق الداء والدواء ومدير الطبيعة ومصرفها على ما يشاء، كانت له أدوية أخرى غير الأدوية التي يعانيها القلب البعيد منه، غير المرضي عنه، وقد علم أن الأرواح متى قويت، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره.
وهذا الذي تكلم عنه ابن القيم، تحدث عنه الدكتور بول أرنست أدولف في كتاب ( الله يتجلى فى عصر العلم ) حيث يقول": ( د لت الإحصائيات أن 80% من المرضى في جميع المدن الأمريكية، ترجع أمراضهم إلى حد كبير على مسببات نفسية وعصبية. ومما يؤسف له أن كثيراً ممن يشتغلون بالعلاج النفسي يفشلون لأنهم لا يلجئون إلى بث الإيمان بالله في نفوس المرضى مع أن الأديان  جاءت لتحريرنا من هذه الاضطرابات وإن تسليمي بالنواحي الروحية إلى جانب إلمامي بالمادة العلمية يمكنني من علاج الأمراض علاجاً يتسم بالبركة الحقيقية).
وختاماً نقول أن الإسلام كما أمر بالتداوي بالأدوية الحسية المادية والأخذ بالأسباب العلمية فإنه رغب بمشاركتها بالأدوية الروحانية من رقى بكلام الله العزيز وأدعية مأثورة بل وجعل نبي الله الدعاء ضرب من العبادة فقال: ( الدعاء مخ العبادة ) حتى يتذكر المريض خالق الداء والدواء، وتبقى عقيدة التوحيد خالصة له سبحانه وتعالى في الصحة والمرض، مما يجعل روح المريض هادئة متفائلة بالتجائه إلى رب الأرباب، فيقوى صبره، وتغيب الوساوس والمخاوف والأوهام وترتفع معنوياته وينمو أمله بالشفاء. مما يؤدي إلى ازدياد مقاومته فعلاً وتختفي أعراض الاضطراب النفسي ويبدو التحسن بالطبع حتى في أعراض مرضه العضوي أو الوظيفي ويتم الشفاء أحياناً فيهما معونة من الله وفضلاً ... (5)
كلمة أخيرة
 يقول الدكتور عبد الله بن محمد السدحان في مقدمة كتابه (قواعد الرقية الشرعية): لم يكن المجتمع الإسلامي الأول في حاجة إلى علم الرقية الشرعية لأنهم كانوا يمارسون الأذكار جل وقتهم حتى أن بيوتهم لأشبه بدوي النحل ، أما في وقتنا الحاضر فقد كثرت مغريات الحياة وصارت هي شغل الناس الشاغل ، ونقضت كثيرٌ من عرى الإيمان ، وقلت الأذكار، وحينئذ وجد الشيطان فرصته السانحة للانقضاض على القلوب الفارغة من ذكر الله ، فكثر المس الشيطاني وعجز الطب عن العلاج ، وانتشرت المصحات النفسية ، فطرق كثير منهم أبواب السحرة والمشعوذين ولكن دون جدوى ، فقام بعض الرقاة بفتح أبوابهم للرقية الشرعية وانفتح لهم باب أمل بعد يأس أ.هـ.(6)
يقال أن كليم الله موسى عليه السلام سأل ربه قائلا: " يا رب أليس الشفاء من عندك ؟ " قال : " بلى " قال :" فماذا يصنع الأطباء ؟ " فقال الله سبحانه وتعالى :" يأكلون أرزاقهم ويطيبون نفوس عبادي حتى يأتي شفائي أو قضائي".
تم بحمد الله
إعــداد
دكتور محمد السقا عيد
ماجستير وأخصائي طب وجراحة العيون
عضو المجمع العلمي لأبحاث القرآن والسنة
عضو جمعية الإعجاز العلمي فى القرآن والسنة
عضو الجمعية الرمدية المصرية
جمهورية مصر العربية- دمياط
الزرقا - شارع طارق بن زياد
Dr_mohamed_60@yahoomail.com 
الهوامش
. http://www.alasad.net/alag
 (5)http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=561&select_page=3
 
الم

0 komentar:

 
Template designed by Liza Burhan